الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: نزع الخافض في الدرس النحوي
ولقد اشتهر التعليق في الأفعال القلبية من باب ظن حتى صار أحد فروع مباحث هذا الباب، بل خصه بعضهم- كالزمخشري- بها، فلا يعلق- عنده- غيرها (1). ووسع يونس الدائرة فأجاز تعليق جميع الأفعال (2)، نحو: ضربت أيهم في الدار. وتوسط آخرون، فأجازوه في كل فعل قلبي (3) ولو لم يكن من أفعال باب ظن كفعل النظر بمعنى التأمل وفعل التفكر، ونحو ذلك، تقول: فكرت أهذا صحيح؟ ومنعوه في غيرها.وألحق كثير من النحويين (4) بأفعال القلوب في التعليق غيرها كنظر البصرية، وأبصر ورأى العينية وسأل، واستنبأ. والتمسوا لتسويغ جريان التعليق فيها- وإن لم تكن من الأفعال القلبية- معنى يقربها منها، فقالوا في سأل إنما علق لأن السؤال سبب العلم، فأجري السبب مجرى المسبب (5)، وكذا الشأن في غيره، فالنظر البصري وسيلة إلى العلم فأجري الموصل مجرى الموصل إليه.واختار الرضي طريقة بديعة لحصر الأفعال التي يمكن تعليقها (6) يرتكز فيها التعليق على المعرفة سواء أقلبيا كان المعلق أم حسيا، فجعل التعليق بالاستفهام يرد بعد ثلاثة أنواع من الأفعال:- أفعال الشك التي لا ترجيح فيها لأحد الجانبين على الآخر، نحو: شككت أزيد في الدار أم عمرو، ونسيت أو ترددت أأقوم أم أقعد؟- أفعال العلم، كعلمت، وتبينت، ودريت.- - - - - - - - - -(1) ينظر: شرح المفصل: 7 /86- 87.(2) ينظر: شرح المفصل: 7 /87، وشرح الكافية: 4 /165، والمساعد: 1 /369، وشرح التصريح: 1 /256 والتأويل النحوي: 2 /919.(3) ينظر: الإيضاح في شرح المفصل: 2 /70، وتخليص الشواهد: 454، ومغني اللبيب: 543.(4) ينظر: المقرب: 184، وشرح ألفية ابن مالك: 78، وشرح الأشموني: 2 /32- 33، وموصل الطلاب: 40.(5) ينظر: البحر المحيط: 2 /349، 10 /246.(6) ينظر: شرح الكافية: 4 /165.
النسخة المطبوعة رقم الصفحة: 376- مجلد رقم: 1
|